السبت، 6 يناير 2024

كتاب جماعي يجدد التفكير النقدي في إرث الفيلسوف المغربي عابد الجابري

 


إذا أعطاك الله أبهرك..

صدر قبيل اختتام هذه السنة الميلادية 2023م كتاب: "محمد عابد الجابري أسئلة المشروع وآفاق التجديد"، وهو كتاب جماعي ضم أوراقا بحثية لثلة من الباحثين المميزين حول أعمال المفكر المغربي المرحوم محمد عابد الجابري، كما تضمن المشروع ورقة بحثية لي عن التفكير في المقاصد الأخلاقية عند المفكر الجابري، فكل التقدير للساهرين على المشروع وخصوصا الأستاذ سلمان بونعمان الذي اقتطع من وقته وجهده لاخراج هذا المشروع، ومن نعم الله على المرء أن يبارك له في وقته وجهده ويقوي عزيمته، فله سبحانه المنة والشكر.

تدوينة يوسف محمد بناصر


متابعة من موقع هسبريس

هسبريس
فن وثقافة
كتاب جماعي يجدد التفكير النقدي في إرث الفيلسوف المغربي عابد الجابري
كتاب جماعي يجدد التفكير النقدي في إرث الفيلسوف المغربي عابد الجابري
صورة: هسبريس
هسبريس - وائل بورشاشن
الجمعة 5 يناير 2024 - 03:00
بعد مرور 14 سنة على رحيل المفكر المغربي البارز محمد عابد الجابري، يستمر الاهتمام البحثي بمنجزه ومنهجه والأسئلة التي شغلته، في كتاب جماعي جديد، يطمح إلى تقديم “عمل تركيبي مستوعب لمشروعه العام، ومنهجه في التفكير والتحليل والنقد، وأفقه الإيديولوجي الملتزم بقضايا النهضة والإصلاح”، لخلق “المزيد من الحوار الجاد، والنقد البناء ضمن أفق حضاري جديد يفكر في سؤال المنهج وإصلاح أداة الفكر، والوعي بالشروط التاريخية والحضارية لاستئناف دورة جديدة تخرج العقل الإسلامي المعاصر من آفات الانحباس الفكري والجمود العقلي والإحباط الحضاري، وتسهم في تفكيك معضلة التطرف والطائفية والاستبداد.”

الكتاب المعنون بـ”محمد عابد الجابري: أسئلة المشروع وآفاق التجديد”، صدر عن “عقول للثقافة والنشر والتوزيع” بشراكة مع “مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات”، وجمع دراسات كل من محمد الشيخ، حسن طارق، سعيد شبار، سلمان بونعمان، عادل الطاهري، حسن فورات، إسماعيل الحسني، الحسان شهيد، مصطفى بوكرن، عبد الرحمان اليعقوبي، أيوب بوغضن، محمد علا، حكيم كرومي، مصطفى بنزروالة، يونس حباش، مصطفى فاتيحي، عز الدين جبار، ويوسف محمد بناصر.

يهتم الكتاب بأسئلة التراث والحداثة عند الجابري، وقراءته للتراث الفلسفي العربي، ولابن خلدون، وابن رشد، وتصوره للسياسة والدولة و”القطيعة” والنهضة وتفسير القرآن، وإصلاح التعليم، والثقافة، والمسألة العلمانية، والسؤال الديمقراطي، وعلاقته بمشروع عبد الله العروي.

وقد حكمت أعمالَه لجنة علمية ضمت أساتذة من مختلف الجامعات المغربية، هم: إسماعيل الحسني، محمد علا، الحسان شهيد، محمد بنجبور، سلمان بونعمان، محمد الشريف بنخي، خالد يايموت، محمد الصادقي، حفيظ يونسي، الحسن مصباح، خالد عاتق، عبد الرحيم الدقون، ومحمد الطويل.

هذا العمل المهدى إلى روح الباحث الشاب أيوب بوغضن، وأرواح “شهداء فلسطين، وكل شهداء التحرر في العالم”، يروم “تجديد التفكير في مشروع الجابري”، لا لإضفاء نوع من القداسة على “إرثه الفكري الملهم”، بل لـ”تفكيك أفكار الجابري واختبار قدراتها التفسيرية، وامتحان خلاصاته واستنتاجاته في علاقتها بما آل إليه الواقع العربي والمغربي من تحولات وتطورات.” يسجل الكتاب الجماعي أن الجابري “يمثل مدرسة مغربية أصيلة ومتميزة لم تتنكر لجذورها ولم تنغلق على تراثها، بل اختارت الانتظام النقدي في التراث والاعتزاز به والانطلاق منه، أملا في بناء الذات الحضارية المنفتحة على روح العصر والتجارب الإنسانية في النهضة والإصلاح”، ويضيف أن “قطاعات واسعة من النخب الفكرية والمثقفة العربية والإسلامية والإنسانية” تقدر “إسهاماته وقيمة عطاءاته النوعية بوصفه مفكرا عربيا فريدا”، ذا مكانة “ملهمة في الحياة السياسية الوطنية والعربية، بصفته مناضلا صلبا احترق بأسئلة الواقع وانخرط في حركيته وتفاعلاته من موقع التحيز الواضح لمبادئ الدمَقرطة والوحدة والكرامة والعدالة الاجتماعية.” وقال المشرف على العمل الجديد سلمان بونعمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس رئيس مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات، إن “الفيلسوف الراحل محمد عابد الجابري” يظل “صاحب بصمة فارقة في تاريخ الفكر المغربي والعربي الإسلامي والإنساني المعاصر”، ويبقى مشروعه “واحدا من أبرز المشاريع الفكرية التي طبعت فضاء الفكر العربي والإسلامي بالجدية والجدة والإبداع”، وتشكل مساهماته “مرحلة هامة في تقييم الخطاب الفكري والنقاش السياسي الذي أطر أسئلة مرحلة ما بعد الاستقلال وهموم الدولة الوطنية، ورصد إشكالات التحديث السياسي والنهوض الحضاري والتجديد الفكري في العالم العربي والمغاربي.” ونبه بونعمان إلى أن استعادة مشروع الجابري وتجديد النظر في نسقه الفكري بمنطلقاته وفرضياته وتحليلاته وخلاصاته، شرط ضروري “لاستئناف النظر التجديدي، وتقييم مسار تطور الوعي النهضوي العربي لجيل بكامله، بالنظر لما يمثله من امتداد فكري وحضاري للحركة الإصلاحية المغربية والعربية في أبعادها النهضوية والتاريخية”، فضلا عن “الأهمية النظرية والمنهجية لرؤيته في التواصل مع التراث الديني والحضاري للمسلمين وفي قراءة خريطة العقل العربي، ورفضه الواضح لخيار القطيعة الجذرية مع التراث أو استئصال الإسلام أو جعله مصدرا للإرهاب والتخلف”. ويجاوز هذا الكتاب، وفق منسقه، “مقاربة الانبهار أو التقديس أو الاختزال في فهم مشروع الجابري”، ويختار “مقاربات مركبة ومتعددة الزوايا والآفاق، تنطلق من أرضية التقدير والاحتفاء والاعتراف بجهود الجابري الكبيرة، وغيرته الوطنية وأصالته العربية، وتطلعه للتبشير بمشروع نهضوي عربي جديد، يواكب تحولات الواقع ويستوعب متغيراته، ويقوم على فكرة التقريب بين التيارات الفكرية والسياسية المتصارعة داخله وحوله، عبر كتلة تاريخية جامعة قادرة على إنجاز الحلم الديمقراطي النهضوي.” كما يسعى المنشور إلى “الخروج من أسر التبخيس”، بتجنب “الانخراط في حركة تشويه أفكار الرجل واتهامه ومحاكمة نواياه”، وعبر اختيار واع وحس علمي ومنهجي لـ”النقاش الهادئ والنقد البناء لِهَنات الجابري”، مع التنبيه إلى “المحاذير المنهجية والعلمية التي لحقت مشروعه في فهم القرآن الكريم وإعادة تفسيره وفق أسباب النزول.” ويقول تقديم الكتاب إن أهم ما تركه الجابري لقرائه “اجتهاده في التفكير النقدي والتساؤل المعرفي حول العقل العربي بنية وتكوينا وسياسة وأخلاقا، وانشغاله بالتراث مدخلا لبناء الحداثة في العالم العربي ومحاولته فهم القرآن الكريم”، بعد مسار اتسم بـ”المصداقية الأخلاقية والنزاهة الفكرية”؛ لأنه “لم يكن مثقفا معزولا عن نبض المجتمع وتحولات الواقع، بل انخرط مبكرا في مقاومة الاستعمار ومواجهة امتداداته بعد الاستقلال، واعيا بهموم المجتمع وقضايا وطنه وأمته التي تنشد التحرر والديمقراطية والوحدة والتنمية، ولذلك سخر فكره وإنتاجه ليكون له تأثير في الواقع، محاولا تقديم إجابات فكرية على إشكالات الواقع العربي وتحديات غياب الديمقراطية، وتعثر مسيرة التنمية وفشل توطين الحداثة”.
ومن بين ما يحاول هذا الكتاب تصحيحه، عقودٌ من “الخصومات الإيديولوجية والخلافات السياسية” التي “شكلت عائقا نفسيا وفكريا حال دون الإفادة من جهود الجابري وأطروحاته المتقدمة، التي تجاوزت وارتقت فوق أشكال الصراعات الفكرية والإيديولوجية التي سادت في الخطاب القومي والإسلامي معا، واختزلته في صورة ضيقة وفي تصنيف مجحف بسبب الاختلاف مع انتمائه الحزبي أو اشتغاله القومي العروبي”؛ لأن هذه التصنيفات حرمت “جيلا بأكمله من إدراك أصالة اجتهادات الرجل، وصدق غايته الإصلاحية وغيرته على الديمقراطية والإسلام، وإيمانه العميق بدور الدين في التقدم والنهوض.”

الزاوية الناصرية والنسب الجعفري الزينبي المغربي وعلاقته بقبائل الجعافرة بجمهورية مصر ..

الزاوية الناصرية والنسب الجعفري الزينبي المغربي   وعلاقته بقبيلة الجعافرة بجمهورية مصر العربية ..